للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقفات أربع في: الصديق والأصدقاء]

قال الله تعالى: {أَوْ صَدِيقِكُمْ} [النور: ٦١]

الوقفة الأولى في:

مكانة الصديق في الإسلام، وقيمته

الدين الإسلامي دين المُثل العليا، والمبادئ السامية، دين الوفاء والصفاء، واحترام العهود والعقود، وإعطاء كل ذي حق حقه؛ ولهذا رفع مكانة الصديق، وعظَّمها، وجعل حقه من آكد الحقوق وأهمها، ولا أدل على هذا من إباحة الإسلام للإنسان أن يأكل من بيت صديقه، كما يأكل من بيته، وبيت أبيه، وبيت أمه، وبيوت أقاربه، قال تعالى: {وَلَا عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ آبَائِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالَاتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَفَاتِحَهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ} [النور: ٦١].

وأمر -عز وجل- بالإحسان إلى الصاحب بالجنب في قوله تعالى في سورة النساء: {وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ} [النساء: ٣٦]، وقد ذهب غير واحد من المفسرين إلى أن المراد به: الصديق، أو الصاحب في السفر.

وحث صلوات الله وسلامه على الجليس الصالح كما سيأتي، قال جعفر بن محمد -رضي الله عنه-: «صحبة عشرين يومًا قَرابةٌ» (١).

وتقول العرب: «الصديق إحدى القرابتَينِ» (٢)، وقال أعرابي: «الصداقة قرابة


(١) انظر: «الصداقة والصديق» ص ٣٩.
(٢) المصدر السابق ص ١٢٨.

<<  <   >  >>