للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وقفة في: فضل التواضع]

قال الله تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: ٨٨]

التواضع: هو التذلل، وخفض الجناح، ولِين الجانب (١)، وهو قسمان:

القسم الأول: التذلل والخضوع لله -عز وجل- بعبادته وحده، وصرف جميع أنواع العبادة له وحده لا شريك له.

والقسم الثاني: التذلل، وخفض الجناح، ولين الجانب في التعامل مع عباد الله، وهو من أفضل مظاهر حسن الخلق، ومن أعظم الخصال، وأنبل الصفات، به أمر الله -عز وجل- رسوله -صلى الله عليه وسلم-، فقال تعالى: {وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ} [الحجر: ٨٨].

ولنا به أسوة صلوات الله وسلامه عليه، حيث وصفه -عز وجل- بقوله: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ} [آل عمران: ١٥٩].

كما وصفه -عز وجل- بقوله: {بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة: ١٢٨].

وعن عِيَاض بن حِمَار المُجاشِعِي -رضي الله عنه- قال: قام فينا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم خطيبًا، فقال: «وإن الله أوحى إليَّ أن تواضعوا؛ حتى لا يفخَرَ أحد على أحد» (٢).

وهو سبب للرفعة، ونيل الدرجات في الدنيا والآخرة، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «وما تواضع أحد لله إلا رفعه الله» (٣).

قال الشاعر:


(١) انظر: «لسان العرب» مادة «وضع».
(٢) أخرجه مسلم في الجنة (٢٨٦٥)، وأبو داود في الأدب (٤٨٩٥)، وابن ماجه في الزهد (٤١٧٩).
(٣) أخرجه مسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٨٨)، والترمذي في البر و الصلة (٢٠٢٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>