للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ثالثًا: أهم الواجبات على الإمام:

من أهم وأعظم واجبات الإمام ما يلي:

أ. العناية التامة بإقامة الصلاة؛ بشروطها، وأركانها، وواجباتها، وسننها:

قال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ} [البقرة: ٤٣] وغيرها من الآيات.

وقال تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: ٥].

وعن جَرير بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: «بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم» (١).

وقد جاء في هذه النصوص وغيرها من نصوص الكتاب والسنة الأمر بإقامة الصلاة، دون الأمر بالصلاة؛ لأن الأمر بإقامة الصلاة معناه أن تؤدى كاملة، تامة الشروط، والأركان، والواجبات، والسنن، فتكون قائمة معتدلة على التمام.

ولهذا يجب على الإمام استكمال شروط الصلاة، وأركانها، وواجباتها، ومن ذلك:

١ الطهارة: فيحرص كل الحرص على إتمام طهارته غسلًا ووضوءًا، بدنًا وثوبًا، وهذا أمرٌ بيْنه وبين الله -عز وجل-، فليتقِ الله في ذلك.

٢ دخول الوقت: فلا يصليها قبل دخول وقتها، ولا يؤخرها عن وقتها، ويحسن أن يصلِّيَها في أول الوقت؛ لأن الملاحظ أن الناس يرغبون في الصلاة مع الإمام الذي يبادر إلى الصلاة في أول وقتها؛ شريطة أن يكون بين الأذان والإقامة وقتٌ كافٍ للوضوء والحضور إلى المسجد، وذلك في حدود ربع أو ثلث ساعة، أما التراخي والتأخير أكثر من ذلك فقد يكون سببًا لتأخر الناس وتفرقهم، وعدم انضباطهم في الحضور إلى الصلاة.

ويُستثنى من هذا صلاة المغرب فتكون الإقامة بعد عشر دقائق بعد الأذان؛ لأن السنة وردت بتعجيلها، ويحسُن أيضًا أن يزيد في الانتظار في صلاة الفجر، بحيث يكون


(١) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>