اعلم أن الشيطان تسبب في إخراج أبينا آدم -عليه السلام- من الجنة، وهو العدو الأول لآدم وذريته، فاستعذ بالله منه، ومن همزاته، وتزيينه الشر ونَزَغاته، وكن قويَّ الإيمان راسخ العقيدة، معتمدًا على الله -عز وجل-، حَذِرًا كل الحذر من وساوس الشيطان وتوهيمه.
الوصية الثانية والأربعون
اعلَمْ أن الخيرةَ- بعد فعل الأسباب- فيما يختاره الله تعالى لك؛ من صحة وغنًى، أو مرض وفقر، أو ذرية أو عقم، أو غير ذلك.
فكم من صحيحٍ غني كان ذلك سبب بُعده عن الله تعالى وطغيانه وهلاكه!
وكم من مبتلًى بالفقر والمرض كان ذلك سببًا لقربه من الله تعالى وتضرعه إليه ونجاته!
وكم من مرزوقٍ بالذرية والأولاد كانوا سبب شقائه وهلاكه!
وكم من محرومٍ من الذرية والأولاد كان ذلك سبب سعادته ونجاته، وسخر الله تعالى له وعوضه خيرًا من ذلك، وكم، وكم، وكم!