للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٢٦) تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [آل عمران: ٢٦، ٢٧].

وقال تعالى: {قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِي مَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ} [الزمر: ٤٦].

وذكر -عز وجل- دعاء الإنسان بعد بلوغ أشده وبلوغ أربعين بقوله: {رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [الأحقاف: ١٥].

وقد اشتملت هذه الأدعية على حسنة الدنيا والآخرة، وعلى كل ما فيه صلاح العبد في دينه ودنياه وأخراه، من سؤال الله -عز وجل- الهداية إلى الصراط المستقيم والرشد والدخول في الإسلام والإيمان، والثبات على ذلك والوفاة عليه، والسلامة من الشرك، ومن طريق المغضوب عليهم والضالين، وسؤاله -عز وجل- دخول الجنة والوقاية من النار، ومن الخزي يوم القيامة، وسؤاله -عز وجل- قبول الأعمال، ومغفرة الذنوب وتكفير السيئات، والتوكل على الله والافتقار إليه، وسؤاله الحفظ والكفاية والرحمة وعدم المؤاخذة على النسيان والخطأ، وعدم تحميلهم إصرًا وما لا يطيقونه، وسؤاله التوفيق إلى إقام الصلاة والعمل الصالح وشكر النعم، والذرية الطيبة الصالحة، وقرة العين من الأزواج والذريات، وسؤاله بركة المنزل، وكشف الضر، والإعاذة من همزات الشياطين وحضورهم، ومن جميع شرور الخلق، ومن السحر والحسد والوسواس وغير ذلك.

ثانيًا: جوامع الدعاء من السنة النبوية المطهرة:

من جوامع الدعاء من السنة النبوية المطهرة ما يأتي:

١ دعاء عرفة:

عن طلحة بن عبيد الله بن كَريز -رضي الله عنه-، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «أفضلُ الدعاء دعاء عرفة، وأفضل ما قلتُ أنا والنبيون من بعدي: لا إله إلا الله وحده لا شريك له» (١).


(١) أخرجه مالك في القرآن (١/ ٢١٤)، وفي الحج (١/ ٤٢٢)، وعنه عبد الرزاق في «مصنفه» ٤/ ٣٧٨ (٨١٢٥) عن طلحة بن عبيد الله بن كريز أحد التابعين مرسلًا. قال الألباني في «الصحيحة» (٤/ ٧): «وهذا إسناد مرسل صحيح». وأخرجه الترمذي في الدعوات (٣٥٨٥) من حديث عمرو بن شعيب عن أبي عن جده -رضي الله عنه-. وقال: «حديث غريب». وقال الألباني في «الصحيحة» (٤/ ٧): «أخرجه الترمذي بسند فيه ضعف».

<<  <   >  >>