للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوقفة الخامسة:

ثمرات العناية بتربية الأولاد

للعناية بتربية الأولاد تربية صالحة، والقيام بحقوقهم، ثمراتٌ عظيمة، وفوائد كثيرة، ومنافع جمة، في الدين والدنيا والآخرة:

فهي في المقام الأول: أداء لواجب من آكد الواجبات وأعظمها وأهمها، ووفاء بأمانة من أثقل الأمانات، وتخلُّص من تبِعتها.

وهي سبب لقرة أعين والديهم بهم في الحياة قبل الممات، والأجر العظيم في الآخرة. قال تعالى: {مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [النحل: ٩٧].

وهي سبب لانتفاع والديهم بدعائهم في حياتهم وبعد مماتهم، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له» (١).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه-: «إن الرجل لتُرفع درجته في الجنة، فيقول: أنى هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك» (٢).

وهي سبب للحاقهم به في الآخرة، واجتماعهم معه في جنات عدن، كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ} [الطور: ٢١]، وقال تعالى: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ} [الرعد: ٢٣].


(١) أخرجه مسلم في الوصية (١٦٣١)، وأبو داود في الوصايا (٢٨٨٠)، والنسائي في الوصايا (٣٦٥١)، والترمذي في الأحكام (١٣٧٦)، وأحمد ٢/ ٣٧٢ (٨٨٤٤) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه ابن ماجه في الأدب (٣٦٦٠)، وأحمد ٢/ ٥٠٩ (١٠٦١٠). وصححه الألباني في «الصحيحة» (١٥٩٨).

<<  <   >  >>