للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أن يكون ما تستقبله من الأيام أحسن مما مضى، قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا (٩) وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس: ٩، ١٠].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «كل الناس يغدو فبائعٌ نفسَه فمُعتِقها أو مُوبِقها» (١).

فالحياة فرصة واحدة، فاحذر من تفويتها بما لا ينفعك غدًا، فكن في حفظها وحفظ وقتك أشدَّ من البخيل على درهمه وديناره إلا فيما يقرِّبك إلى الله -عز وجل-.

قال السِّعدي -رحمه الله- في آخر كلامه على سورة المزمِّل (٢): «فوا أسفاه على أوقاتٍ مضت في الغفلات، وواحسرتاه على أزمانٍ تَقَضَّتْ في غير الأعمال الصالحات، ووا غوثاه من قلوب لم يؤثر فيها وعظ بارئها، ولم ينجَع فيها تشويق من هو أرحم بها من نفسها، فلك اللهم الحمد، وإليك المشتكَى، وبك المستغاث، ولا حول ولا قوة إلا بك».

قال الشاعر:

الموت بابٌ وكل الناسِ داخِلُه … يا ليتَ شِعري بعد الموتِ ما الدارُ؟

الدار جنةُ عدْن إن عمِلت بما … يُرضي الإلهَ وإنْ فرطتَ فالنارُ!

هما محلان ما للناسِ غيرُهما … فاخترْ لنفسِك ماذا أنتَ تختارُ! (٣)

الوصية السابعة والأربعون

اعلم أن الوقف من أفضل الصدقات وأعظمها، رغَّب فيه الإسلام، وحث عليه، قال الله -عز وجل-: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} [البقرة: ٢٤٥].

وقال تعالى: {مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا فَيُضَاعِفَهُ لَهُ وَلَهُ أَجْرٌ كَرِيمٌ} [الحديد: ١١].


(١) سبق تخريجه.
(٢) في «تيسير الكريم الرحمن» ٧/ ٥٠٦ - ٥٠٧.
(٣) البيت لأبي العتاهية، انظر: «ديوانه» ص (١٤١).

<<  <   >  >>