للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشيخ: صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ، ومعالي عضو هيئة كبار العلماء، فضيلة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان، جزاهما الله خيرًا.

وقد رأيت من تمام الحفظ لهذه الرسالة، والإفادة منها أن أختم هذه الوقفات في صلاة الجماعة بخلاصة ما جاء فيها، وهي كما يلي:

[الإمامة فضلها، ومسؤولياتها، وواجبات الإمام]

أولًا: فضل الإمامة:

اعلم أخي الإمام- بارك الله فيك- أن إمامة المسلمين بالصلاة في المساجد من أفضل الأعمال لمن وفقه الله -عز وجل- وقام بها خير قيام، ويكفي الإمامة شرفًا وفضلًا أنها وظيفة الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، ويكفي الأئمة شرفًا وفضلًا أنهم مع توفيق الله في عداد أئمة المتقين، ووظيفتهم مطلب عباد الرحمن في دعائهم {وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا} [الفرقان: ٧٤].

ولهذا استدل الصحابة -رضي الله عنهم- على أحقية أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- للخلافة بتولية الرسول -صلى الله عليه وسلم- له إمامة الناس في الصلاة في حياته -صلى الله عليه وسلم-، وقالوا لمن طعن في توليته الخلافة: «رضِينا لدنيانا مَن رضِيه الله ورسوله لديننا» (١).

ثانيًا: الإمامة مسؤولية كبيرة وأمانة عظيمة:

قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} [الأحزاب: ٧٢]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: ٥٨].

والأمانة والأمانات عامة في كل ما تحمَّله الإنسان من الأمانات فيما بينه وبين الله،


(١) أخرجه أبو بكر الخلال في «السنة» ١/ ٢٧٣ (٣٣٣)، والآجري في «الشريعة» ٤/ ١٧٢١ (١١٩٢ - ١١٩٤)، واللالكائي في «شرح أصول الاعتقاد» ٧/ ١٣٧٢ (٢٤٥٥)، وابن بطة في «الإبانة» ٩/ ٧٥٥ (٢١٦)، وأبو نعيم في «فضائل الخلفاء الأربعة وغيرهم» (١٨٨، ١٩٠) عن علي -رضي الله عنه-. وانظر: «مختصر سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لمحمد بن عبد الوهاب» ص (٤٦٩).

<<  <   >  >>