للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[وقفات ست في: صلة الأرحام]

قال الله تعالى: {فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ (٢٢) أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ} [محمد ٢٣، ٢٤]

الوقفة الأولى في:

وجوب صلة الأرحام

الصلة ضد القطيعة؛ أي: التواصل مع الأرحام، وعدم مقاطعتهم.

والأرحام: القرابة، من الآباء، والأمهات، والأجداد، والجدات وإن علَوا، والأولاد وأولادهم وإن نزلوا، والإخوة والأخوات وأولادهم، والأعمام والعمات وأولادهم، والأخوال والخالات وأولادهم، وغيرهم.

وصلةُ الأرحام وإيتاءُ ذوي القربى حقوقهم من أعظم الواجبات وآكدها، وكل من كان منهم أقرب فصلتُه وحقه أوجب.

قال تعالى: {وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} [النساء: ٣٦]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى} [النحل: ٩٠]، وقال تعالي: {وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الإسراء: ٢٦]، وقال تعالى: {فَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ} [الروم: ٣٨].

وبين -عز وجل- أنه من البر، فقال تعالى: {وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ} [البقرة: ١٧٧].

وأخذ -عز وجل- على بني إسرائيل الميثاق بذلك، كما قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ} [البقرة: ٨٣].

<<  <   >  >>