قال الله تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً}[النحل: ٩٧]
يسعى كل إنسان في هذه الحياة لينال السعادة، وينعم بالحياة الطيبة، وقليل من يُوفَّق إلى ذلك؛ لأن أكثر الناس يطلب ذلك في غير مكانه، وبدون طرق أسبابه، فيظن كثير منهم أن ذلك بكثرة المال، أو بكثرة الأزواج، والأولاد، أو بالمناصب، والرياسات، أو بتنويع المآكل والمشارب، أو بزخرفة المساكن، أو رفاهية العيش والمراكب، والأثاث والرِّياش، أو بالأسفار والتنزه هنا وهناك، في الأجواء الباردة والمعتدلة، وغير ذلك.
وهذا كله لا يجلِب السعادة، ولا الحياة الطيبة، بل قد يكون سببًا لسلب ذلك؛ لأن الله -عز وجل- أبى أن تكون السعادة إلا تحت مِظلة:{إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}[الفاتحة: ٥]، وقوله:{فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ}[هود: ١٢٣].
وأبى أن يكون انشراح الصدر والنور والهدى إلا بالإسلام، كما قال تعالى:{أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ}[الزمر: ٢٢]، وقوله:{فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ}[الأنعام: ١٢٥].
وأبى أن تكون الحياة الطيبة إلا بالإيمان والعمل الصالح، كما قال تعالى:{مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ}[النحل: ٩٧].
وأبى أن يكون الربح إلا بالإيمان وعمل الصالحات، والتواصي بالحق والتواصي