للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال لَبيد (١):

وما المالُ والأهلون إلا ودائعٌ … ولا بدَّ يومًا أن تُرَدَّ الودائعُ

وقال الآخر:

المال كالماء إن تُحبَسْ سواقِيهِ … يأسَنْ وإن يَجرِ يعذُبْ منه سلسالُ

الله أعطاك فابذلْ من عطيتهِ … فالمال عاريةٌ والعمر رحَّالُ (٢)

الوقفة الثامنة في:

شكر نعمة الأمن

نعمة الأمن والأمان من أعظم النعم التي أنعم الله بها على العباد، التي يجب شكرها حق الشكر؛ لأنه لا قيام للناس في دينهم ودنياهم، وفي جميع حياتهم إلا بالأمن، كما قال تعالى: {جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ} [المائدة: ٩٧]؛ أي: جعل الله الكعبة البيت الحرام سببًا لقيام الناس، حيث يأمنون في الحرم فتقوم أمور دينهم ودنياهم، وتستقيم حياتهم.

ولهذا امتن الله -عز وجل- على العباد في مواضع كثيرة في القرآن الكريم بنعمة الأمن، وربطها بنعمة الرزق؛ لأنهما قرينتان ولا غنى للناس عنهما، كما قال تعالى: {وَاذْكُرُوا إِذْ أَنْتُمْ قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فِي الْأَرْضِ تَخَافُونَ أَنْ يَتَخَطَّفَكُمُ النَّاسُ فَآوَاكُمْ وَأَيَّدَكُمْ بِنَصْرِهِ وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [الأنفال: ٢٦].

وقال تعالى: {وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ


(١) «ديوانه» ص (٨٨).
(٢) البيت دون نسبة في «موارد الظمآن لدروس الزمان» لعبد العزيز بن محمد بن عبد المحسن السلمان (٣/ ٧٤)، «لا تحزن» للشيخ عائض القرني ص (٢٥١).

<<  <   >  >>