للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والقيام بحقوقه -عز وجل-، وحقوق العباد من الوالدين والأولاد، والأزواج، والأقارب، والجيران، وحقوق المسلمين، وعن الاستعداد لما أمامه؛ فإن المال فتنة، قال تعالى: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن: ١٥]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «والله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى أن تُبسَط عليكم الدنيا كما بُسطت على مَن قلبكم، فتَنَافَسُوها كما تنافسوها، فتُهلِككم كما أهلكتهم» (١).

رابعًا: أداء الحقوق الواجبة والمستحَبة في المال لله -عز وجل-، أو للعباد؛ من الزكاة، والكفارات، والنفقات، والصدقات، وغير ذلك، مما يكون في أدائه وإخراجه من المال تزكية له، وتطهير، وسبب لنموه وبركته وسلامته من الجوائح والآفات.

خامسًا: الاعتدال في الإنفاق في المأكل والمشرب، والملبس والمسكن والمركب، وغير ذلك، كما قال تعالى في وصف عباد الرحمن: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا} [الفرقان: ٦٧].

سادسًا: البذل والإنفاق من المال في وجوه الخير والبر كلها، وخاصة ممن وسَّع الله عليه في الرزق والمال؛ في بناء المساجد والمدارس والمستشفيات ودور الرعاية والإغاثة، وافتتاح المشاريع الخيرية في الخدمات العامة للناس؛ فالمال مال الله، وهو وديعة عند الإنسان استخلفه الله تعالى فيه، ولا بد من رده، قال تعالى: {وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ} [الحديد: ٧].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «يقول ابن آدم: مالي، مالي. قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيتَ، أو لبِستَ فأبليتَ، أو تصدقتَ فأمضيتَ؟» (٢).


(١) أخرجه البخاري في مناقب الأنصار (٤٠١٥)، ومسلم في الزهد والرقائق (٢٩٦١)، والترمذي في صفة القيامة (٢٤٦٢)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٩٧)، وأحمد ٤/ ١٣٧ (١٧٢٣٤) من حديث عمرو بن عوف الأنصاري -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه مسلم في الزهد والرقائق (٢٩٥٨)، والنسائي في الوصايا (٣٦١٣)، والترمذي في الزهد (٢٣٤٢، ٢٣٥٤)، وأحمد ٤/ ٢٤ (١٦٣٠٦) من حديث عبد الله بن الشخير -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>