للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوصية الخامسة

بالحرص كل الحرص على سلامة القلب من الغل والحسد والعداوة والحقد على أحدٍ من المسلمين، ومعالجة القلب ومحاسبته ومراقبته على الدوام، وتأمُّل قول الله -عز وجل-: {يَوْمَ لَا يَنْفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ (٨٨) إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء: ٨٨، ٨٩]، أي: سليم بالإخلاص لله تعالى، وسليم من الغل والحسد والحقد على عباد الله.

الوصية السادسة

اعلم أن أعظم أسباب التوفيق والقبول، وأوسع أبواب الجنة: الصلاة، وبر الوالدين، وحسن الخلق.

فاقدر لهذا الأمر قدْره، وذلك من خلال ما يلي:

أولًا: التفرغ التام للصلاة عند دخول وقتها، وانتظار الصلاة بعد الصلاة؛ لأن من اختل أمر صلاته اختلت أمور دينه ودنياه وأخراه، وقد كان المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يردد وهو يَجُودُ بنفسه: «الصلاةَ، الصلاة، الصلاة، وما ملَكت أيمانُكم» (١).

واعلم- أخي المسلم- أن قبول الله -عز وجل- لصلاتك وأجرها بقدر عنايتك بها، بدءًا من متابعة المؤذن، والدعاء بعد الأذان، ثم الوضوء التام، وأخذ الزينة بأجمل اللباس وأتمه، والطيب والسواك، والأذكار أثناء الوضوء، وبعده، وفي الطريق إلى المسجد، وعند دخوله، وتقديم الرجل اليمنى، والقرب من الإمام، وأداء السنة قبلها، والخشوع في الصلاة، وأداء الأذكار والسنة بعدها، ثم تقديم الرجل اليسرى عند الخروج من المسجد، والذكر عند ذلك، وغير ذلك.


(١) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>