شيءٍ بعد هذه العبادة من الحُسن؟ وأي كمال فوق هذا الكمال؟ وأي عبوديةٍ أشرف من هذه العبودية؟!».
وقال فضيلة الشيخ صالح السدلان -رحمه الله- (١): «نعم، إن الصلاة رأس الإسلام، وعموده، وهي الصلة بين العبد العارف لعبوديته، الناصح لنفسه، وبين ربه الذي يربِّيه ويربي جميع العالمين بنعمه وفضله، وهي آية محبة العبد لربه، وتقديره لنعمه، وشكره لفضله وإحسانه، وهي الفارق الحقيقي بين المؤمن والكافر، نعم، إن من ضيع الصلاة فهو لغيرها أضيع، وانقطعت كل صلة له بالله تعالى، ورأس العبادة وأهمها الصلاة؛ فهي إحدى فرائض الدين، وأركان الشريعة، ونظام شمل الإسلام، وهي الركن الثاني الذي يحقق الركن الأول: «شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله» شعوريًّا وعمليًّا، وكل الإسلام بعد ذلك يأتي أثرًا عنها، ومن أجل هذا كان خير ما يفعله المسلم، وأعظم ما يقربه إلى الله الصلاة».
الوقفة الرابعة في:
ذكر فوائد الصلاة، وآثارها، وثمارها، ومنافعها
رتب الله -عز وجل- على حفظ الصلاة وإقامتها كما شرع، فوائدَ عظيمةً، وآثارًا جليلةً، وثمارًا كبيرةً، ومنافع كثيرة معلومة، من أهمها ما يأتي:
أولًا: أنه بإقامتها بعد الشهادتين يدخل المرء في الإسلام، وتثبُت الأخوة بينه وبين المسلمين، ويُعصم دمه، وماله، وعِرضه، كما قال تعالى:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ}[التوبة: ١١]، وقال تعالى:{فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ}[التوبة: ٥].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «أُمرتُ أن أُقاتلَ الناسَ حتى يَشهَدوا أنْ لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، ويقيموا الصلاةَ، ويؤتوا الزكاةَ، فإذا فعلوا ذلك عَصَمُوا مني دماءَهُم،
(١) في كتابه: «صلاة الجماعة حكمها وأحكامها» ص ٩، ١٠، ١٧.