للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوقفة التاسعة

ليس من العصبية

١ التمسك، والاعتزاز بشيم وعادات القبيلة الطيبة الحسنة؛ من الجُود والكرم والشجاعة، والشهامة وحسن الجوار، ونصرة المظلوم، وإكرام الضيف، وغير ذلك.

فقد جاء الإسلام وهذه الشيم والعادات موجودة عند العرب، فشجع عليها، وحافظ عليها؛ ولهذا قالت خديجة -رضي الله عنها- للنبي -صلى الله عليه وسلم- لما جاء فزِعًا، بعد نزول جبريل -عليه السلام- عليه بالوحي، وهو في الغار، يقول: «زمِّلوني، زمِّلوني، دثِّروني … لقد خشِيت على نفسي» قالت -رضي الله عنها-: «كلا، أبشر، والله لا يخزيك الله أبدًا؛ إنك لتصل الرحم، وتَقرِي الضيف، وتحمِل الكَلَّ، وتُعين على نوائب الحق» (١).

٢ الاعتناء بالأنساب، والمحافظة عليها، قال -صلى الله عليه وسلم-: «تعلَّموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم» (٢).

٣ طلب الكفاءة في النكاح.

٤ الخُيَلاء والفخر بالعشيرة والبلد في مواطن قتال الكفار، ونُصرة الدين؛ ولهذا كان -صلى الله عليه وسلم- يقول: «أنا النبي لا كَذِب، أنا ابن عبدِ المطَّلِب» (٣).

٥ محبة الإنسان لعشيرته، وقبيلته، ولبلده محبةً معتدِلةً، لا تحمله على ظلم الآخرين، ولا احتقارهم، ولا توقعه في التفريط في حق الله تعالى، ولا يترتب عليها مفسدة ظاهرة، من العداء للقبائل، أو البلدان الأخرى، أو هضم حقوقها، أو التعدي عليها، أو محبة الشر لها، ونحو ذلك، فقد كان -صلى الله عليه وسلم- يحب قومه وعشيرته وبلده، وهو أُسوتنا وقدوتنا -صلى الله عليه وسلم-.


(١) أخرجه البخاري في بدء الوحي (٣)، وفي التفسير (٤٩٥٣)، ومسلم في الإيمان (١٦٠) من حديث عائشة -رضي الله عنها-.
(٢) أخرجه الترمذي في البر (١٩٧٩)، وأحمد ٢/ ٣٧٤ (٨٨٦٨) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «حديث غريب». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٢٧٦، ٢٧٧).
(٣) أخرجه البخاري في الجهاد والسير (٢٨٦٤، ٢٩٣٠)، ومسلم في الجهاد والسير (١٧٧٦)، والترمذي في الجهاد (١٦٨٨)، وأحمد ٤/ ٢٨٠ (١٨٤٦٨) من حديث البراء -رضي الله عنهما-.

<<  <   >  >>