للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوصية الثانية

بالإخلاص لله تعالى في العبادة والعمل؛ قال تعالى: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} [الملك: ٢].

قال الفُضيل بن عياض -رحمه الله-: «أي: أخلصه وأصوبه» (١).

فالإخلاص لله تعالى أمر عظيم، ومطلب عزيز، قال بعض السلف: «ما جاهدتُ نفسي على شيءٍ ما جاهدتها على الإخلاص» (٢).

فكم من عبادات وطاعات حبِطت بسبب الرياء والسمعة وفقدان الإخلاص!

وكم من أعمال وأعمار ضاعت بسبب عدم استحضار النية والإخلاص في التعليم والقضاء، وفي الإمامة والأذان، وفي الإنفاق، وفي الأعمال الوظيفية، وغير ذلك!

ينظر كثيرون إلى الجانب المادي فقط، ولم يخطر لهم ببال الاحتساب في ذلك، وطلب ما عند الله تعالى.

وهذه مصيبة أكثر العاملين في الأمة إلا من رحم الله تعالى.

وأشد من ذلك من ينظر فقط إلى كثرة أتباعه، وثناء الناس عليه، وامتداحهم له.

وقد قال الله -عز وجل-: {وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [القصص: ٧٧].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى» (٣).


(١) انظر: «الإخلاص والنية» لابن أبي الدنيا (ص ٥٠)، «حلية الأولياء (٨/ ٩٥).
(٢) انظر: «القول المفيد على كتاب التوحيد» لابن عثيمين (١/ ٦٦).
(٣) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>