عشر ذي الحجة من أفضل الليالي والأيام، أقسم الله -عز وجل- بها، فقال تعالى: {وَالْفَجْرِ (١) وَلَيَالٍ عَشْرٍ} [الفجر: ١، ٢]، وقال تعالى:{لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ}[الحج: ٢٧].
وهي أيام العشر، وأيام التشريق.
والعمل الصالح في هذه الأيام العشرِ من أحب الأعمال إلى الله تعالى، وأفضلها، فعن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ما من أيام العملُ الصالحُ فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر». قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال:«ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسِه وماله، ولم يرجع من ذلك بشيء»(١).
والعمل الصالح يشمل الواجب والمندوب.
وأحب الأعمال إلى الله تعالى، وأفضلها في هذه الأيام العشر- كما هو في غيرها-المحافظة على الفرائض؛ على الصلاة في وقتها، وعلى صلاة الجماعة، وأداء حقوق الله تعالى، وحقوق الخلق، كما قال تعالى في الحديث القدسي: «وما تقرَّب إليَّ عبدي بشيء
(١) أخرجه أبو داود في الصوم (٢٤٣٨)، والترمذي في الصوم (٧٥٧)، وابن ماجه في الصيام (١٧٢٧)، وأحمد ١/ ٣٤٦ (٣٢٢٨)، والدارمي ٢/ ٤١ (١٧٧٣، ١٧٧٤) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-. وصححه الألباني في «صحيح أبي داود» (٢١٠٧).