للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

{وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ} [غافر: ٦٤، والتغابن: ٣].

والصورة الباطنة: خُلُقُه الذي طُبع عليه، أو اعتاده.

والقول بأن الخلق صورة الإنسان الباطنة لا يعني أن آثار الأخلاق لا تظهر على الجوارح، بل إنها لو لم تظهر آثارها على الجوارح ما سُميت خلقًا.

[ب- مصادر حسن الخلق «الأخلاق الحسنة»]

مصادر الأخلاق الحسنة مأخوذة من مصدر التشريع: الكتاب والسنة، فهما مصدرا الأخلاق الإسلامية كلها، بما يؤخذ منهما من أحكام، وأخلاق، وآداب، وغير ذلك.

قال تعالى: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ} [الإسراء: ٩]، وقال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [النحل: ٩٠].

وقال تعالى: {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ} [الأعراف: ٣٣].

ولهذا لما سئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلق النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: «كان خلقه القرآن» (١).

وقال تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} [الأحزاب: ٢١]، وقال تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} [النساء: ٥٩].

وقال -عز وجل-: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} [الحشر: ٧].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنما بُعثت لأتمم صالح الأعمال» (٢).

قال إبراهيم الحربي: «ينبغي لمن سمع شيئًا من آداب النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يتمسك به» (٣).


(١) أخرجه مسلم في صلاة المسافرين وقصرها (٧٤٦)، وأبو داود في الصلاة (١٣٤٢)، والنسائي في قيام الليل (١٦٠١)، وأحمد ٦/ ٩١ (٢٤٦٠١).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) انظر: «الجامع لأخلاق الراوي والسامع» ١/ ١٤٢.

<<  <   >  >>