للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوصية الحادية والثلاثون

اعلم أن العمرة في رمضان من أفضل الأعمال؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «عمرة في رمضان تَقضي حجة» أو «حجة معي» (١).

فاغتنِم هذا الشهر لأداء العمرة ما أمكنك ذلك.

وإن كنت من ذوي المسؤوليات في الأمة وقد أديت العمرة الواجبة عمرة الإسلام، وتتأثر مسؤوليتك بذهابك للعمرة، فأجرك في القيام بمسؤوليتك، والله يكتب لك أجر العمرة إذا كنت إنما تركتها التزامًا بمسؤوليتك، كإمامة الناس في الصلاة، أو خدمة للمسلمين يُحتاج إلى قيامك بها، أو القيام على والد أو مريض من ولد أو أخ أو قريب أو صديق، أو أخ في الله يحتاج لقيامك عليه، أو لعمل في الدعوة إلى الله تعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو غير ذلك.

وكذلك إن حال بينك وبينها مرض أو سفر، ونحو ذلك، قال -صلى الله عليه وسلم-: «إذا مرض العبد أو سافر كُتب له ما كان يعمل صحيحًا مقيمًا» (٢).

ومثل العمرة في رمضان في كونها من أفضل الأعمال العمرة في ذي القَعدة؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- اعتمر أربع مرات كلها في ذي القَعدة (٣)، ولنا به أسوة صلوات الله وسلامه عليه في أقواله وأفعاله.


(١) أخرجه البخاري في جزاء الصيد (١٨٦٣)، ومسلم في الحج (١٢٥٦)، وأبو داود في المناسك (١٩٩٠)، وابن ماجه في المناسك (٢٩٩٤)، وأحمد ١/ ٣٠٨ (٢٨٠٨) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-. وأخرجه أبو داود في الموضع السابق (١٩٨٩)، وأحمد ٦/ ٣٧٥ (٢٧١٠٦) من حديث أم معقل الأسدية -رضي الله عنها-.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرج البخاري في المغازي (٤١٤٨)، ومسلم في الحج (١٢٥٣)، وأبو داود في المناسك (١٩٩٤)، والترمذي في الحج (٨١٥)، وأحمد ٣/ ١٣٤ (١٢٣٧٢) من حديث أنس -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>