للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وينبغي لمن حصل بينهم الفراق من الأزواج بطلاق أو وفاة أن يتزوج ولا يموت عَزَبًا، فلربما يُرزق بابن أو ابنة، ويكون ذلك خيرًا له من الدنيا وما فيها، صلاحًا وتُقًى وبرًّا في الحياة وبعد الممات.

الوصية الثامنة والثمانون

لنعلم أن من أهم أسباب استقرار الحياة الزوجية، وبناء الأسرة الصالحة: عدم التهاون في أداء كل من الزوجين حق الآخر عليه، قولًا وفعلًا وبذلًا، وخاصة حسن المعاشرة لتصفو الحياة الزوجية بينهما، وينتظم أمر أسرتهما، وترفرف على عشهما السعادة الزوجية بإذن الله -عز وجل-.

مع تفهم كل من الزوجين للآخر، ومعرفة أن الكمال البشري عزيز؛ ولهذا قال -صلى الله عليه وسلم-: «لا يفرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كرِه منها خُلقًا رَضِيَ منها آخر» (١).

ومَن ذا الذي تُرضى سَجاياه كلُّها … كَفَى المرء نُبلًا أنْ تُعَدَّ مَعايبُهْ (٢)

وقال الآخر:

ومن لا يُغمِض عينَه عن صَديقِه … وعن بعضِ ما فيه يمت وهو عائبُ

ومن يتتبع جاهدًا كلَّ عثرةٍ … يجدها، ولا يسلَم له الدهرَ صاحبُ (٣)


(١) سبق تخريجه.
(٢) البيت ينسب لبشار بن برد، ولعلي بن الجهم، وليزيد المهلبي. انظر: «التمثيل والمحاضرة» ص (٩٣)، و «زهر الآداب» (١/ ٥٥)، و «نهاية الأرب» (٣/ ٩٤)، و «جمهرة الأنساب المولدة» ص (٣٨٩).
(٣) البيتان لكُثَيِّر عزَّة. انظر: «ديوانه» ص (١٥٤).

<<  <   >  >>