تقدم في وقفة سابقة ذكر وجوب حسن التعامل مع الناس كلهم، وأداء حقوقهم، وبيان أن الدين المعاملة؛ المعاملة أولًا: مع الخالق -عز وجل- بتقواه، وإخلاص العبادة له وحده لا شريك له، ثم المعاملة مع الخلق كلهم بأداء حقوقهم؛ من دعوتهم إلى الإسلام بالتي هي أحسن، والإحسان إليهم، والعدل معهم، والإصلاح بينهم، وكف الأذى عنهم، من غير اعتبار لأجناسهم وألوانهم، وأعراقهم وأديانهم، كما قال تعالى:{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا}[البقرة: ٨٣].
وحسن التعامل مع المسلمين وأداء هذه الحقوق كلها لهم، أوجب وآكد من باب الأولى؛ لأن الإسلام كما أوجب على المسلمين حسن التعامل مع غيرهم من الناس، وأداء حقوقهم، أوجب عليهم حسن التعامل فيما بينهم، وأداء هذه الحقوق فيما بينهم.
كما أوجب الإسلام على المسلمين حقوقًا خاصة فيما بينهم تقتضيها الأخوة الإسلامية، قال -صلى الله عليه وسلم-: «حق المسلم على المسلم ست: إذا لقِيته فسلِّم عليه، وإذا دعاك فأجبه، وإذا استنصحك فانصح له، وإذا عطس فحمد الله فشمِّته، وإذا مرض فعُدْه، وإذا مات فاتبِعْه»(١).
وقوله -صلى الله عليه وسلم-: «حق المسلم على المسلم ست»؛ أي: من الحقوق التي ينبغي للمسلم أداؤها لأخيه المسلم ست.
(١) أخرجه البخاري في الجنائز (١٢٤٠)، ومسلم في السلام (٢١٦٢)، وابن ماجه في الجنائز (١٤٣٥)، وأحمد ٢/ ٣٢١ (٨٢٧١) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.