للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولهذا رُوي عن عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- أنه قال: «مُرُوا ذوي القرابات أن يَتزاوَرُوا، ولا يَتَجاوَروا» (١).

لكن هذا ليس على إطلاق، فكم من الأقارب من عاشوا متجاورين بل في قصر واحد، بل في بيت واحد، ولم يحصل بينهم قطيعة، بل صار ذلك سببًا لقوة تواصلهم وتوادهم وتآلفهم.

وما روي عن عمر -رضي الله عنه- إن صح عنه- فهو محمول على مخافة أن يحصل بينهم ما يكون سببًا للعداوة والقطيعة

١٣ وأخيرًا: فإن من أعظم أسباب وقوع العداوة بين الأقارب، والقطيعة بينهم: تأخير قسمة الميراث؛ فينبغي الانتباه لهذا الأمر، وعدم التساهل في تأخير قسمة الميراث؛ لطمع من بعض الورثة في تنميته، من غير تقدير للعواقب، مما يجر على الأقارب أمورًا لا تُحمد عقباها، ويصعب الخروج منها، ويحرم كثيرًا من الورثة حقوقهم التي جعلها الله تعالى لهم.


(١) انظر: «بر الوالدين» للطرطوشي صـ ١٧١، و «عيون الأخبار» ٣/ ٨٨، و «إحياء علوم الدين» ٢/ ٢١٦.

<<  <   >  >>