للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٥ العتاب الشديد؛ فهذا يولد النفرة والبُغض والعداوة.

٦ التكلف عند الزيارة، مما يضيق به الزائر والمَزور معًا.

٧ البرود وعدم الاهتمام بالقريب إذا جاء زائرًا، وعدم الفرح به وتقديره، وشكره على الزيارة.

٨ الانقطاع الطويل؛ فإن هذا يولد الجفاء والوحشة، كما قال الشاعر:

وما أدري أغيَّرهم تناءٍ

وطولُ العهدِ أم مالٌ أصابوا؟! (١)

٩ العداوة لسببٍ ما من حسد أو غير ذلك، أو لغير سبب، وهي كثيرة بين الأقارب، يعمل عليها شياطين الإنس والجن مع النفس الأمارة بالسوء، وقد تدوم.

قال ابن الجوزي (٢): «عداوة الأقارب صعبة، وربما دامت؛ كحرب بكر وتَغْلِبَ ابني وائل، وعَبْس وذُبيان ابني بَغِيض، والأوس والخزرج ابني قيلة، والسبب في هذا أن كل واحد من الأقارب يكره أن يفوقه قريبُه، فيقع التحاسد».

وقد قيل: «العداوة للأقارب، والحسد للجيران».

١٠ سوء الظن المبني على «لا شيء»، فيسيء القريب الظن بقريبه، ويجعل من ذلك حقيقة، يبني عليها بُعده عن قريبه، وعداوته له، كما قال الشاعر:

إذا ساء فِعل المرء ساءتْ ظُنونُه … وصدَّق ما يعتاده من تَوَهُّم

وعاد مُحِبِّيه بقول عُداته … وأصبح في ليلٍ من الشك مُظلِم (٣)

١١ الانشغال بالدنيا، أو بما هو أقل؛ من تضييع الأوقات في الأسفار، وبين المنتزهات والفَلَوات، وغير ذلك، أو بما هو أسوأ من ذلك.

١٢ وقد يكون من أسباب القطيعة أحيانًا القرب الشديد في المنازل بين الأقارب؛ مما قد يؤدي إلى بعض المشكلات والخلافات بسبب الأولاد أو النساء، وغير ذلك؛


(١) أنشده الأصمعي في «تعليق من أمالي ابن دريد» (ص: ٨٢).
(٢) في: «صيد الخاطر» ص ٧٣٩.
(٣) البيتان للمتنبي. انظر: «ديوانه» (٤٥٩ - ٤٦٠).

<<  <   >  >>