للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«فأوجب -صلى الله عليه وسلم- تأمير الواحد في الاجتماع العارض في السفر؛ تنبيهًا بذلك على سائر أنواع الاجتماع، ولأن الله أوجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ولا يتم ذلك إلا بقوة وإمارة، وكذلك سائر ما أوجبه الله في الجهاد والعدل وإقامة الحج والجُمَع والأعياد، ونصر المظلوم، وإقامة الحدود، ولا تتم إلا بالقوة والإمارة، ولهذا رُوي: «إن السلطان ظل الله في الأرض»، ويقال: «ستون سنة من إمام جائر أصلح من ليلة واحدة بلا سلطان»، والتجرِبة تبين ذلك، ولهذا كان السلف كالفضيل بن عياض والإمام أحمد بن حنبل وغيرهما يقولون: لو كان لنا دعوة مستجابة لَدَعَونا بها للسلطان» (١).

الوصية الخامسة عشرة

اعلم أن الدين النصيحة:

فكن ناصحًا لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «الدين النصيحة، قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (٢).

وقال جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: «بايعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم» (٣).

الوصية السادسة عشرة

لا تنس أن مستقبلك الحقيقي بعد الموت، فاجتهد لتأمين ذلك المستقبل، واربط حياتك بلقاء ربك، ومن بيده مستقبلك.


(١) انظر: «مجموع الفتاوى» ٢٨/ ٣٩٠ - ٣٩١.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>