فاحرص أيها الوالد الكريم على تعليم أولادك وتربيتهم التربية الصالحة؛ ليكونوا لك بتوفيق الله تعالى منحة ونعمة، واحذر من إهمالهم والانشغال عنهم؛ لئلا يكونوا محنة لك ونقمة، فالجزاء من جنس العمل.
الوقفة الثانية:
الأولاد أمانة عظيمة في أعناق والديهم
من أعظم الأمانات، وأكبر المسؤوليات الملقاة على عاتقي الوالدين، وأهمها، وأوجبها: مسؤوليتهما عن أولادهما؛ لهذا أوصى الله -عز وجل- الوالدين بأولادهما، فقال تعالى:{يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ}[النساء: ١١].
وقد قال بعض المفسرين في تفسير قوله تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[الأنفال: ٢٧]: إن المراد بالأمانات في قوله: {وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ}: أمانات الأولاد.
ولا شك أن الأولاد من أول من يدخل تحت الأمانات في الآية، وهي أعم من ذلك.
وقال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[التحريم: ٦]، وقال تعالى مخاطبًا نبينا -صلى الله عليه وسلم-: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا}[طه: ١٣٢].
وامتدح -عز وجل- إسماعيل -عليه الصلاة والسلام- بقوله تعالى:{وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا}[مريم: ٥٥]؛ والأولاد من أخص الأهل.