للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تسربت إلى البلاد الإسلامية حين دخلها الكفار».

وليس من الزينة المشروعة إسبال الثياب، بل هو محرَّم لا يجوز، وقد قال -صلى الله عليه وسلم-: «من جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظرِ الله إليه يوم القيامة» (١)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار» (٢)، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا ينظر إليهم، ولا يزكيهم، ولهم عذاب أليم» فقرأها رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاث مرات. قال أبو ذر: خابوا وخسِروا، من هم يا رسول الله؟ قال -صلى الله عليه وسلم-: «المُسبِل، والمنَّان، والمنفِّق سلعتَه بالحلِف الكاذب» (٣)، وفي رواية: «المُسبِل إزاره» (٤)، والإسبال في الصلاة أشد تحريمًا وهي صحيحة مع الإثم.

الوقفة الثانية في:

أخذ الزينة للصلاة باللباس وغيره

قال الله تعالى: {يَابَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ} [الأعراف: ٣١]؛ أي: تزينوا عند جميع المساجد وجميع الصلوات فرضِها ونفْلِها.

والأمر في الأصل للوجوب، وهو محمول على الوجوب في حدود ستر العورة بالإجماع، وهو للاستحباب فيما زاد على ذلك من الزينة باللباس، والطِّيب، والسواك، ويتأكد هذا في صلاة الجمعة، والعيدين، كما دلت على ذلك السنة.

وقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} [النور: ٣٦]؛ أي: أن تُعظَّمَ بالعبادة فيها، وأخذ الزينة عندها، كما في الآية السابقة، وذلك بنظافة البدن، وارتداء الملابس الجميلة والنظيفة، والطيب، والسواك، وغير ذلك، واستشعار المسلم أنه سيقف في الصلاة أمام الله -عز وجل- ملك الملوك.

ومن الزينة للصلاة: تغطية الرأس، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يداوم على ذلك، ولم يُنقل عنه -صلى الله عليه وسلم- أنه


(١) أخرجه البخاري (٥٧٨٤)، ومسلم (٢٠٨٥).
(٢) أخرجه البخاري (٥٧٨٧).
(٣) أخرجه البخاري (١٠٦).
(٤) أخرجه ابن ماجه (٢٢٠٨).

<<  <   >  >>