للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[النوع الثاني: تدبر معاني القرآن الكريم]

[أ- معنى تدبر معاني القرآن الكريم]

هو تفهم معاني ألفاظ القرآن، وجمله، وآياته، والتفكر والتذكر فيما دلت عليه، ومعرفة المراد بها.

وهو مبني على تدبر ألفاظ القرآن وحُسن تلاوته.

ومن أهم ذلك الوقوف على مواضع الوقف الواجبة، والمستحسَنة، والجائزة، والوصل فيما لا يجوز أو لا يحسُن الوقف عليه؛ لأن هذا يعين على فهم الجمل والآيات، ولهذا لما أمر -عز وجل- النبي -صلى الله عليه وسلم- بترتيل القرآن في قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلًا} [المزمل: ٤] قال بعده: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا} [المزمل: ٦].

وتدبر معاني القرآن الكريم هو المقصود الأول والأهم من النصوص الموجبة لتدبر القرآن التي سبق ذكرها، كقوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [النساء: ٨٢، ومحمد ٢٤]، كما دل على ذلك كلام السلف -رحمهم الله-.

قال علي بن أبي طالب -رضي الله عنه-: «لا خير في عبادة لا علم فيها، ولا في علم لا فقه فيه، ولا قراءة لا تدبر فيها» (١).

وقال الطبري: «إني لأعجب ممن قرأ القرآن ولم يعلم تأويله كيف يلتذ بقراءته» (٢).

وقال الحكيم الترمذي عن حُرمة القرآن: «ومِن حُرمته: أن يَستعمل فيه ذهنه وفهمه حتى يعقل ما يخاطَب به، ومن حرمته: أن يقف على آية الوعد فيرغب إلى الله ويسأله من


(١) أخرجه ابن الضريس في «فضائل القرآن» (٦٩)، وأبو القسام بن بشير في «أماليه» كما في «الدر المنثور» للسيوطي (٧/ ٢٣٩). وانظر: «الجامع لأحكام القرآن» (١٤/ ٣٤٤).
(٢) انظر: «معجم الأدباء» ١٨/ ٦٨.

<<  <   >  >>