للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الوصية الثانية والتسعون

استشعر- بقوة- رابطة الأخوة الإيمانية بينك وبين إخوانك المسلمين، التي هي أعظم من رابطة النسب والقرابة وغير ذلك.

واعلم أن الله -عز وجل- رتب عليها حقوقًا عظيمة للمسلم على أخيه المسلم، منها المبادرة بالسلام عليه عند ملاقاته، والتبسم في وجهه، وإجابة دعوته، والنصيحة له، وتشميته إذا عطس وحمِد الله، وزيارته إذا مرض، واتباع جنازته إذا مات (١)، إلى غير ذلك.

قال جرير بن عبد الله -رضي الله عنه-: «بايعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على إقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والنصح لكل مسلم» (٢).

وقال -رضي الله عنه-: «ما لقيني رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلا تبسم في وجهي» (٣).

ولنا به أسوة وقدوة -صلى الله عليه وسلم-.

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «الدين النصيحة» قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابِه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم» (٤).

وهذا يوجب النصيحة لجميع المسلمين والاهتمام بأمرهم.


(١) أخرجه البخاري في الجنائز (١٢٤٠)، ومسلم في السلام (٢١٦٢)، وابن ماجه في الجنائز (١٤٣٥)، وأحمد ٢/ ٣٢١ (٨٢٧١) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-. وأخرجه الترمذي في الأدب (٢٧٣٦) وحسنه، وابن ماجه في الجنائز (١٤٣٣) من حديث علي -رضي الله عنه-.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) سبق تخريجه.
(٤) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>