مع الله تعالى، وزعموا أن جبريل -عليه السلام- خان في الرسالة، فقد كانت لعلي، فأعطاها لمحمد، وزعموا أن القرآن محرف، وأن الصحابة ارتدوا عن الإسلام، ورموا عائشة أم المؤمنين -رضي الله عنها- بالفاحشة، وليس على وجه البسيطة أقذر ولا أنجس ولا أشر منهم، لا من اليهود ولا النصارى، ولا من الملحدين، ولا من غيرهم، كما قال القحطاني (١) -رحمه الله-:
إن الروافض شرُّ من وَطِئَ الحَصَى
من كل إنسٍ ناطقٍ أو جانِ
وصدق- واللهِ -رحمه الله-.
ومن طوائف الغلاة في الدين:
الخوارج الذين خرجوا على علي -رضي الله عنه- وعلى المسلمين في عهده، ومنهم الذين يخرجون على ولاة أمور المسلمين بين حينٍ وآخر، تحت مسميات مختلفة، ويفرقون صف المسلمين، ويستحلون دماءهم، بدعوى الانتصار للدين، ونحو ذلك من الذرائع الباطلة التي لا تجيز لهم الخروج على المسلمين، وهؤلاء مارقون وخارجون من الدين، وكفار، كما في قصة ذي الخُويصرة.
ومن طوائف الغلاة في الدين:
غلاة الصوفية الذين يعظمون قبور الأنبياء والصالحين، ويطوفون حولها، ويطلبون المدد من أصحابها، وهؤلاء أيضًا كفار ومشركون شركًا أكبر.
[و- سبب الغلو في الدين في هذه الأمة]
سبب الغلو في الدين في الأمة الإسلامية: هو البعد عن كتاب الله تعالى، وعن سنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وعن منهج سلف الأمة من الصحابة والتابعين وتابعيهم، وعن العلماء الربانيين المحققين، مع فشو الجهل، واتباع الهوى، وكثرة الفتن.
[ز- السبيل للسلامة من الغلو في الدين]
لا سبيل للسلامة من الغلو في الدين، ومن الجفاء والإفراط والتفريط، ومن الحيرة