للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا} [الإسراء: ٥٣].

وقال تعالى محذِّرًا المؤمنين من أن يطول عليهم الأمر فتقسو قلوبهم كأهل الكتاب: {أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} [الحديد: ١٦].

وعن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه-، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء» (١).

قال حافظ إبراهيم (٢):

فإذا رُزِقتَ خليقةً محمودةً

فقد اصطفاك مقسِّمُ الأرزاقِ

فالناس هذا حظُّه مال، وذا

علم، وذاك مكارم الأخلاقِ

وقال الآخر:

أحبُّ مكارمَ الأخلاق جهدي

وأكرَهُ أن أَعيبَ وأن أُعابا

وأُعرِضُ عن سِبابِ الناسِ جَهدي

وشرُّ الناس من يَهوَى السِّبابا (٣)

الوقفة الرابعة في:

الأسباب المعينة على حسن الخلق

الأسباب المعينة على التحلي بحسن الخلق كثيرة جدًّا، من أهمها ما يلي:

١ التوفيق من الله تعالى للعبد، واصطفاؤه لهذا الخلق العظيم.

٢ الإخلاص لله تعالى، واتباع شرعه، والصدق في طلب النجاة.


(١) أخرجه الترمذي في البر والصلة (١٩٧٧)، وأحمد ١/ ٤٠٤، ٤١٦ (٣٨٣٩، ٣٩٤٨). قال الترمذي: «حسن غريب». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٣٢٠).
(٢) انظر: «ديوانه» ص (٢٨٠).
(٣) البيتان للحسين بن عبد الرحمن. انظر: «مكارم الأخلاق» لابن أبي الدنيا ص (٣٠).

<<  <   >  >>