للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمة، نزل بها كتاب سماوي خالد، وقد جمعت العرب ووحدتهم، والحفاظ على الفصحى عمل عظيم، والالتزام بقواعدها في جميع الاستعمالات يحمل الاهتمام بلغة القرآن الكريم، التي تمتاز بدقة في الألفاظ، وسعة في المعاني، وفصاحة في التراكيب، واللغة العربية هي عنوان الهُوِيَّة العربية، شرفها ومجدها، عمودها وعمادها، وأساسها الراسخ المتين، فهي تجسيد للهوية العربية، والشخصية الحضارية العربية التي شرفها الله، وأنزل بها قرآنه الكريم، ووسيلة حفظه وانتشاره بين الناس، فهي اللغة الخالدة على وجه البسيطة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».

وقال أيضًا (١): «إن اللغة العربية يحتاجها المسلمون في كل مكان لفهم دينهم، وتتجدد الرغبة إليها، والاهتمام بها، مع رغبة النفوس وتطلعها إلى الإسلام، والدخول فيه، وهي الوسيلة الفعالة، والمصدر القوي لفهم رسالة الإسلام، ومعرفة القرآن الكريم ومعانيه».

وصدق حافظ إبراهيم -رحمه الله- في قوله على لسان اللغة العربية (٢):

أنا البحرُ في أحشائه الدرُّ كامنٌ … فهل ساءَلُوا الغوَّاص عن صَدَفاتي؟!

وَسِعتُ كتابَ الله لفظًا وغايةً … وما ضِقتُ عن آيٍ به وعظاتِ؟!

فكيف أضيقُ اليومَ عن وصف آلةٍ … وتنسيقِ أسماءٍ لمخترَعاتِ؟!

[ج- أهمية تعلم اللغة العربية لكل مسلم]

تعلم اللغة العربية هو الطريق الوحيد لفهم القرآن والسنة، والعمل بهما، لذا كان لزامًا على كل مسلم أن يتعلم من اللغة العربية ما به يفهم من الكتاب والسنة ما يقيم به أمر دينه، ما استطاع إلى ذلك سبيلًا.

قال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: «تفقهوا في الدين … وتعلموا العربية» (٣).


(١) المصدر السابق ص ١٩.
(٢) ذكرت هذه القصيدة كاملة في بيان معنى الحروف المقطعة أوائل السور في مطلع سورة البقرة من «عون الرحمن في تفسير القرآن».
(٣) أخرجه عبد الرزاق في «المصنف» ٤/ ٣٢٣ (٧٩٤٨)، وابن أبي شيبة في «المصنف» ١٥/ ٤٣٤ (٣٠٥٤٢)، وسعيد بن منصور في التفسير من «سننه» ٢/ ٣١٤ (٨٩)، والبيهقي في «شعب الإيمان» ٢/ ٥٤٧ (٢٦٧٨).

<<  <   >  >>