للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال الشافعي -رحمه الله- (١): «فعلى كل مسلم أن يتعلم من لسان العرب ما بلغه جهده، حتى يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، ويتلو به القرآن … وما ازداد من العلم باللسان الذي جعله الله لسان من ختم به نبوته».

وقال أيضًا: «اللسان الذي اختاره الله -عز وجل- لسان العرب فأنزل به كتابه العزيز، وجعله لسان خاتم أنبيائه محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يقدر على تعلم العربية أن يتعلمها؛ لأنها اللسان الأولى».

وقال مالك -رحمه الله-: «لا أُوتى برجلٍ غير عالم بلغة العرب يفسر كتاب الله إلا جعلته نكالًا» (٢).

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «ومعلوم أن تعلم العربية، وتعليم العربية فرض على الكفاية، وكان السلف يؤدبون أولادهم على اللحن، ونحن مأمورون أمر إيجاب أو أمر استحباب أن نحفظ القانون العربي ونصلح الألسن المائلة عنه، فيحفظ لنا طريقة فهم الكتاب والسنة، والاقتداء بالعرب في خطابها، فلو تُرك الناس على لحنهم كان نقصًا وعيبًا» (٣).

وقال أيضًا: «فإن اللسان العربي شعار الإسلام وأهله، واللغات من أعظم شعائر الأمم التي بها يتميزون» (٤).

وقال أيضًا: «وما زال السلف يكرهون تغيير شعائر العرب حتى في المعاملات، وهو التكلم بغير العربية إلا لحاجةٍ، كما نص على ذلك مالك، والشافعي، وأحمد، بل قال مالك: «من تكلم في مسجدنا بغير العربية أُخرج منه»، مع أن سائر الألسن يجوز النطق بها لأصحابها، ولكن سوغوها للحاجة، وكرهوها لغير الحاجة، ولحفظ شعائر الإسلام، فإن الله أنزل كتابه باللسان العربي، وبعث به نبيه العربي، وجعل الأمة العربية خير الأمم، فصار حفظ شعارها من تمام حفظ الإسلام».

وقال أيضًا: «واعلم أن اعتياد اللغة يؤثر في العقل، والخلق، والدين تأثيرًا قويًّا بيِّنًا، ويؤثر


(١) في «الرسالة» (ص ٤٩).
(٢) انظر: «الإتقان» (٢/ ٢٢٩).
(٣) انظر: «مجموع الفتاوى» (٣٢/ ٢٥٢).
(٤) انظر: «اقتضاء الصراط المستقيم» (١/ ٥١٩).

<<  <   >  >>