للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مستفادة» (١). وقال شَبيب بن شَيبةَ: «إخوان الصدقِ خيرُ مَكاسبِ الدنيا، هم زينة في الرخاء، وعُدةٌ في البلاء» (٢).

وقال بلال بن سعد: «أخٌ لك كلما لقِيَك ذكَّرك برؤيته بربِّك، خيرٌ لك من أخٍ لك كلما لقِيَك وضع في كفِّك دِينارًا» (٣).

وسئل حكيم عن الصديق، فقال: «إنسان هو أنت، إلا أنه بالشخص غيرك» (٤).

فإذا وجد الإنسان أصدقاء ذوي ثقة، وجد بهم عيونًا وآذانًا وقلوبًا كلها له.

الوقفة الثانية في:

حاجة الإنسان إلى الصديق

الصديق مَن تَصدُقه في مودتك له، ويَصدُقك في مودته لك، والصداقة أمر جِبِلِّي بين البشر، بل إنها موجودة بين الحيوانات.

والإنسان مدني بالطبع، لا يعيش وحده؛ ولهذا لا بد من صديقٍ أو أكثر؛ يأنَس به، ويقضي معه بعض أوقات فراغه وراحته، ويشاركه في آماله وآلامه، ويعينه على أمر دينه ودنياه وأخراه، ولا طعم للحياة ولا لذة لها بدون صديق، كما قال الشافعي -رحمه الله- (٥):

سلامٌ على الدنيا إذا لم يكن بها

صديقٌ صَدوقٌ صادقُ الوعدِ مُنصِفَا

لأن تقلب الحياة بين السراء والضراء، والشدة والرخاء، يجعل الإنسان بأمس الحاجة إلى صديق يبثه أشجانه وتطلعاته، ويستشيره، ويفضي إليه بسره، ويشاركه في سروره وأفراحه، ويخفف عنه آلامه؛ بقوله الطيب، الذي يدخِل السرور على قلبه، ويشرح صدره، ويهون عليه مُصابه، وبفعله الحقيقي الذي يواسيه ويمده به.


(١) المصدر السابق ص ٢٦٣.
(٢) المصدر السابق ص ٥٦.
(٣) المصدر السابق ص ٩٩.
(٤) المصدر السابق ص ٦٩.
(٥) انظر: «ديوانه» ص ٨٥.

<<  <   >  >>