للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ليدرك الصلاة على الجنائز في المساجد الأخرى، وربما فاتته صلاة الجماعة بسبب ذلك، وهذا أمر لا ينبغي ولا يجوز، والصلاة على الجنائز مهما كثُرت لا تعوِّض فوات هذه الحقوق.

٩ يتعاطف بعض أقارب الميت وأصدقائه ومعارفه معه فيقوم بعضهم بجمع التبرعات لأجل الصدقة عنه، أو الوقف له. وهذا العمل لم يُنقل عن الرسول -صلى الله عليه وسلم-، ولا عن خلفائه وأصحابه، والقرون المفضلة، ولو كان خيرًا لسبقونا إليه. مع ما فيه من مجاملة البعض، وإحراجهم، والميت في غنًى عن هذا، ولو كان حيًّا ما رضي بذلك، فينبغي تركه.

١٠ يتوسع أقارب بعض الأموات في الثناء عليهم بعد موتهم، وإطرائهم، وامتداح سيرتهم، وتَعداد أعمالهم الخيرية، والمبالغة في ذلك، ويُخشى أن يدخل ذلك في باب النعي المذموم، فالأولى الحرص بدلًا من ذلك على ما ينفع الميت، وهو الدعاء له بالمغفرة والرحمة ونحو ذلك.

الوقفة الرابعة:

لا يجوز أن يترتب على الصلاة على الجنازة وتشييعها

التفريط فيما هو أهم

فلا يجوز أن يترتب على صلاة الجنازة تفويت صلاة الجماعة أو بعضها؛ لأن هذا العمل من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير، وفاعله أشبه بمن يَعمُرُ قصرًا ويهدِم مِصرًا.

كما أنه لا يجوز أن تكون الصلاة على الجنازة مبررًا لترك بعض أهل المسؤوليات في الأمة مسؤولياتِهم من المؤذنين والأئمة والمدرسين والموظفين وغيرهم؛ لأن بإمكانهم الصلاة عليها في المقبرة قبل الدفن أو بعده، بعد أداء مسؤولياتهم، وإذا كان هذا مُسوَّغًا لأهل الميت وأقاربه الأدنَين الذين يتولون تجهيزه، فليس مسوغًا لغيرهم.

<<  <   >  >>