للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحب إليَّ مما افترضتُه عليه» (١).

كما يُستحب الإكثار فيها من نوافل العبادات من الصلاة، والصدقة، والصيام، والذكر، وقراءة القرآن، والدعوة إلى الخير، وغير ذلك من الأعمال الصالحة، مع الكف عن المحرمات، وما لا ينبغي.

[ب- الأعمال التي تتأكد مشروعيتها في عشر ذي الحجة]

كل الأعمال الصالحة مشروعة في هذه الأيام العشر، كما دل على ذلك حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- وغيره.

لكن هناك أعمال خمسة تتأكد مشروعيتها أكثر من غيرها، وهي كما يلي:

أولًا: التكبير، وهو شعار هذه الأيام العشر، ومن أفضل الأعمال فيها؛ عن ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: «ما من أيام أعظم عند الله، ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر، فأكثروا فيهن من التهليل، والتكبير، والتحميد» (٢).

وقد ثبت عن ابن عمر وأبي هريرة -رضي الله عنهما- أنهما كانا يخرجان إلى السوق فيكبران، فيكبر الناس بتكبيرهما (٣).

فينبغي أن يعج الناس بالتكبير في مساجدهم، وبيوتهم، ومحلات عملهم، وأسواقهم: «الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد» وبغير ذلك من صيغ التكبير الثابتة.

وينبغي إحياء سنة التكبير في مجامع الناس تعليمًا لهم، ودعوة، وتذكيرًا؛ فإن من


(١) أخرجه البخاري في الرقاق (٦٥٠٢) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) أخرجه أحمد ٢/ ٧٥، ١٣١ (٥٤٤٦، ٦١٥٤)، وعبد بن حميد في «المنتخب» (٨٠٥)، وأبو عوانة في «مستخرجه على مسلم» ٢/ ٢٤٦ (٣٠٢٤)، والبيهقي (٣/ ٣٥٤). وأخرجه الطبراني في «الكبير» ١١/ ٨٢ (١١١١٦) من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-. قال الهيثمي في «المجمع» (٤/ ١٧): «هو في الصحيح باختصار التسبيح، وغيره. رواه الطبراني في «الكبير»، ورجاله رجال الصحيح».
(٣) أخرجه البخاري معلقًا في كتاب العيدين، فضل العمل في أيام التشريق قبل (٩٦٩)، ووصله الفاكهي في «أخبار مكة» ٢/ ٣٧٢ (١٧٠٤). وصححه الألباني في «الإرواء» (٦٥١).

<<  <   >  >>