وعن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «من لم يرحم صغيرنا، ويعرِف قدْر كبيرنا، فليس منا»(١).
وقد ضُعف في الأمة إنزالُ الناس منازلهم ضعفًا كبيرًا عند كثير من الناس على اختلاف طبقاتهم، وبخاصة الشباب، وقد تدرج الأمر ببعضهم اغترارًا منهم إلى اتخاذ بعض ذوي المكانة في الأمة غرضًا للسخرية والاستهزاء في وسائل التواصل، وبعض المواقع، وغير ذلك!
رأى شاب شيخًا كبيرًا وهو يمشي ببطءٍ، فقال يسخر منه: كأنك مقيَّد. فقال الشيخ الكبير على الفور: الذي فتل قيدي الآن يفتل قيدك.
يضع بعضهم المصاحف على طاولات منخفضة، ويكتبون عليها: لا تمدن قدميك نحو المصاحف. وما علموا حاجة الكبير إلى ذلك. وكان الأولى رفع المصاحف.
حالهم كما قيل:
ألقاه في اليَمِّ مكتوفًا وقال له: … إياك إياك أن تَبتَلَّ بالماءِ!
الوقفة الثانية في:
أولى الناس بالإكرام، والتوقير، والاحترام
تختلف منازل الناس لاعتباراتٍ مختلفةٍ كثيرة؛ دينية، وعلمية، واجتماعية، وسياسية، وغير ذلك.
ومن أولى الناس بالإكرام والطاعة، والتوقير والاحترام:
١ وُلاة الأمر:
ولاة الأمر هم صِمام الأمان بتوفيق الله تعالى للأمة، تجب طاعتهم بالمعروف، والانقياد لهم في غير معصية الله تعالى، أكد الله -عز وجل- وجوب طاعتهم، وقرنها بطاعته -عز وجل-،
(١) أخرجه أبو داود في الأدب (٤٩٤٣)، وأحمد ٢/ ٢٢٢ (٧٠٧٣). وصححه الألباني في «الصحيحة» (٢١٩١).