للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطاعة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، مما يُوجِب إكرامهم، وإنزالهم منزلتهم بمراعاة ما يلي:

- طاعتهم بالمعروف، كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: «من أطاع الأمير فقد أطاعني، ومن عصى الأمير فقد عصاني» (١).

- النصيحة لهم، كما قال -صلى الله عليه وسلم-: «الدين النصيحة». قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم» (٢).

- الدعاء لهم، قال الفُضيل بن عِيَاض وأحمد بن حنبل -رحمهما الله-: «لو كان لنا دعوة مستجابة، لدعونا بها للسلطان» (٣).

وعلى هذا درَج سلف هذه الأمة من الصحابة، والتابعين، وتابعيهم إلى يومنا هذا:

- الاعتراف بفضلهم وجهودهم.

- تقديرهم، واحترامهم، وتوقيرهم.

- التعاون معهم على حفظ الأمن، والقيام بمسؤولياتهم.

- إقالة عثراتهم تقديرًا لهم؛ لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «أقيلوا ذوي الهيئات عَثَراتهم» (٤).

- الصبر على بعض ما قد يحصل منهم، مع الدعاء والنصح لهم؛ حفاظًا على وحدة الأمة.

٢ الوالدان:

عظم الله -عز وجل- حق الوالدين في القرآن الكريم، وقرنه بحقه في آيات كثيرة؛ للدلالة على عِظَم منزلتهما، وعلو مكانتهما، وأنهما أحق الناس بالبر والإحسان (٥).


(١) أخرجه البخاري في الجهاد والسير (٢٩٥٧)، وفي الأحكام (٧١٣٧)، ومسلم في الإمارة (١٨٣٥)، والنسائي في البيعة (٤١٩٣)، وابن ماجه في المقدمة (٣)، وفي الجهاد (٢٨٥٩) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) انظر: «مجموع الفتاوى» لابن تيمية ٢٨/ ٣٩٠، ٣٩١.
(٤) أخرجه أبو داود في الحدود (٤٣٧٥)، وأحمد ٦/ ١٨١ (٢٥٤٧٤) من حديث عائشة -رضي الله عنها-. وصححه الألباني في «الصحيحة» (٦٣٨).
(٥) يراجع الكلام على هذا في تفسير قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا} [الإسراء: ٢٣]، والآيات بعدها.

<<  <   >  >>