للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا} [النساء: ١١٤].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ألا أُخبركم بأفضل من درجة الصيام والصلاة والصدقة؟» قالوا: بلى يا رسول الله، قال: «إصلاح ذات البَين؛ فإن فساد ذات البين هي الحالقة» (١).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «كل سُلَامى من الناس عليه صدقةٌ كلَّ يومٍ تطلُع فيه الشمس، تعدِل بين اثنين صدقة، وتُعِين الرجل في دابته فتحمِل عليها متاعه صدقة، والكلمة الطيبة صدقة». الحديث (٢).

الوصية السابعة والسبعون

خذْ بالعزم والحزم في جميع أمورك، وخاصة أمور دينك.

فإذا سمعت: حيَّ على الصلاة، حي على الفلاح، فلا يسبقْك أحد إلى المسجد، فإن لم تستطع فاحرِص ألا تقام الصلاة إلا وأنت في المسجد.

واحذَر من القواطع؛ فإن الظبي أسرع من الكلب، لكن الظبي إذا التفت إلى الكلب أدركه.

وهكذا الإنسان إذا التفت بعد الأذان إلى بعض الشواغل قطعته عن إدراك الصلاة.

خذ نصيبك من ربك، وتقدم في صدارة الصف، واحذر من أحوال الذين إذا دخل الواحد منهم المسجد رأيته كالمستوحش، يبحث عن آخر الصف، أو عن الصفوف الأخيرة، أو عن زاوية في المسجد، واعلم أن مكانتك عند الله -عز وجل- بقدر تقدمك، فلا يخدعنَّك الشيطان فتستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير.

خذ بالعزم والحزم في أداء حقوق الله تعالى كلها وحقوق الخلق، وخاصة الوالدين


(١) سبق تخريجه.
(٢) سبق تخريجه.

<<  <   >  >>