للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يستحي فيستعف وهو بحاجة إلى الطعام. قال سفيان الثوري: «إذا زارك أخوك فلا تقل له: أتأكل؟ أو أَأُقَدِّم إليك، ولكن قدِّمْ، فإن أكل وإلا فارفَع» (١).

٦ أن يؤثر ضيفه على نفسه، وينتقي له من أطيب ما قدم له من الطعام، وإن كان الطعام قليلًا لا يكفي له ولضيفه، قلَّل الأكل؛ ليأكل ضيفه أكبر قدر منه، لكن لا يرفع يدَه؛ ليشعر ضيفه أنه يأكل، لينال نصيبًا من قوله تعالى: {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [الحشر: ٩].

والإيثار أعلى وأكمل درجات الكرم، وهو أن يقدم الإنسان غيره على نفسه بمحابِّ النفس من المال، والطعام، والشراب، والمتاع، ونحو ذلك، مع حاجته إلى ذلك أو ضرورته إليه، وهو ضد الأَثَرة والجشع والطمع، والشح والأنانية.

٧ أن يحذر كل الحذر من احتقار النعمة وازدرائها بقوله للضيوف عندما يقدم لهم الطعام: «هذا ما هو حقكم!»، ونحو ذلك من العبارات التي يقولها بعض الناس بزعمه أن هذا من تقدير الضيف، وهذا في الحقيقة من احتقار النعمة وازدرائها، وهو محرَّم لا يجوز!

٨ أن يشيِّع ضيفه عند عزمه على الذهاب، فيخرج معه إلى خارج البيت، ويودعه بسلام.

[ب- آداب الضيف]

من الآداب التي ينبغي للضيف مراعاتها ما يلي:

١ ألا يلتمس الضيف ويتحرَّى وقت نضج الطعام، فيدخل، وإذا دُعي إلى الطعام فلا يطيل الجلوس بعد أن يَطعَم، ولا يستأنس للحديث، قال الله -عز وجل-: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ} [الأحزاب: ٥٣].


(١) انظر: «إحياء علوم الدين» (٢/ ١٢).

<<  <   >  >>