للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالنظر سهم من سهام إبليس (١).

قال الشاعر:

كل الحوادثِ مَبداها منَ النظَرِ … ومُعظَمُ النارِ مِن مُستصغَرِ الشَّرَرِ

كم نظرةٍ فتكتْ في قلبِ صاحبها … فَتْكَ السهام بلا قوسٍ ولا وَتَرِ! (٢)

الوصية السبعون

كن عصاميًّا عزيز النفس مستغنيًا بالله -عز وجل-، واقطعِ اليأس عما في أيدي الناس، ولا ترجُ الفواضلَ عند غير المفضل.

فقد كان الصحابة -رضي الله عنهم- يسقط سوط أحدهم وهو على ظهر دابته، فلا يقول لأحد المشاة: أعطني إياه، بل ينزل من دابته ويأخذه؛ لأن الرسول -صلى الله عليه وسلم- علمهم أن يستغنوا بالله -عز وجل-، وألا يمُدوا أيديَهم إلا لله -عز وجل-، قال -صلى الله عليه وسلم-: «ومَن يستغنِ يُغْنِهِ الله، ومَن يَستعفِف يُعِفَّه الله» (٣).

واعلم أنك عزيز عند الناس ما لم تطلب منهم شيئًا، أو تمد يدك إلى لئيم.

قال أحد الحكماء: «تذوقتُ المرَّ والعَلقَمَ والصبر، فما وجدتُ أمَرَّ من الحاجة إلى الناس» (٤).


(١) أخرجه الطبراني في «الكبير» ٨/ ٢٦٢ (٨٠١٨)، وفي «الأوسط» ٣/ ٧٧ (٢٥٣٩)، وأبو القاسم البغوي في «نسخة طالوت» (١)، وعنه أبو طاهر المخلص في «المخلصيات» ٤/ ١٢٨ (٣٠٩٧). وصححه الألباني في «الصحيحة» (١٥٢٥). وأخرجه الحاكم (٤/ ٣١٣) من حديث حذيفة -رضي الله عنه-. وقال: «صحيح الإسناد ولم يخرجاه». وانظر: «كشف الخفاء» ٢/ ٣٩٨ (٢٨٦٤).
(٢) انظر: «التفسير القيم» ص (٦٢٤ - ٦٢٩).
(٣) أخرجه مالك في الصدقة (٢/ ٩٩٧)، والبخاري في الزكاة (١٤٦٩)، ومسلم في الزكاة (١٠٥٣)، وأبو داود في الزكاة (١٦٤٤)، والنسائي في الزكاة (٢٥٨٨)، والترمذي في البر والصلة (٢٠٢٤)، وأحمد ٣/ ٩٣ (١١٨٩٠) من حديث أبي سعيد -رضي الله عنه-.
(٤) ينظر: «ثمار القلوب، في المضاف والمنسوب» (ص ٦٦٨) بنحوه.

<<  <   >  >>