للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ} [الشورى: ٣٠].

وقال تعالى: {أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ} [آل عمران: ١٦٥].

قال تعالى: {مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: ٧٩].

فاخرج من التسليم لعقدة المؤامرة، فهي موجودة منذ نزل قوله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: ١٢٠].

واحذر من تعليق المسؤولية على الآخرين، كما يتذرع المنهزمون المخذولون، واجتهد في عمل الخير والدعوة إليه، والإصلاح ما استطعت، ما حيِيتَ، وأبشر بالخير.

واحذر أيضًا من المثبطين عن عمل الخير والدعوة إليه القانطين اليائسين من رَوح الله تعالى الذين يقولون: هلك الناس.

واحذر أيضًا من الذين يقولون: أنت تطلب المثالية؛ لأنهم يثبطونك عن العمل.

واحذر أيضًا من ضدهم، وهم من يطالبون بالمثالية في كل شيء؛ لئلا يجلبوا لك الإحباط واليأس في عملك وسيرك إلى الله تعالى.

الوصية الثمانون

احذر من أمراض القلوب كلها.

احذر من النفاق؛ فقد قال عبد الله بن أبي مُليكة -رضي الله عنه-: «أدركت ثلاثين من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- كلهم يخاف النفاق على نفسه» (١).


(١) أخرجه البخاري معلقًا في كتاب الإيمان، باب خوف المؤمن أن يحبط عمله وهو لا يشعر، قبل (٤٨). «فتح الباري» (١/ ١٠٩). ووصله محمد بن نصر في «تعظيم قدر الصلاة» ٢/ ٦٣٤ (٦٨٨) بلفظ: «خمسين». وانظر: «مجموع الفتاوى» (١٠/ ١٠٧).

<<  <   >  >>