للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَعْرُوفًا} [لقمان: ١٥].

وقال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَبِيًّا (٤١) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَاأَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (٤٢) يَاأَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (٤٣) يَاأَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (٤٤) يَاأَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم: ٤١ - ٤٥].

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه كان يدعو أمه إلى الإسلام فتأبى، وأسمعته في رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما يكره، وجاء يبكي إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-، وسأله أن يدعو الله أن يهديَ أم أبي هريرة، فدعا لها، فأسلمت (١).

[ج- تفاوت حق الوالدين في البر]

لا خلاف في وجوب البر بكل من الوالدين؛ الأب والأم، وإعطاء كل منهما ما يستحقه من البر، لكن حق الأم أعظم وأعظم وأعظم؛ لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- أن رجلًا أتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: «أمك» قال: ثم من؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أمك». قال: ثم من؟ قال: «أبوك» (٢).

وفي رواية قال: «من أحق الناس بحسن الصحبة؟ قال: «أمك، ثم أمك، ثم أمك، ثم أبوك» (٣).

ولهذا فصَّل -عز وجل- في وصيته بالوالدين في حق الأم، فقال تعالى في سورة لقمان: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ}، ثم قال: {أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ} [لقمان: ١٤]، وقال تعالى في سورة الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا} [الآية: ١٥].


(١) أخرجه مسلم في فضائل الصحابة (٢٤٩١)، وأحمد ٢/ ٣١٩ (٨٢٥٩).
(٢) أخرجه البخاري في الأدب (٥٩٧١)، ومسلم في البر والصلة والآداب (٢٥٤٨)، وابن ماجه في الأدب (٣٦٥٨).
(٣) جاء هذا في رواية مسلم -رحمه الله-.

<<  <   >  >>