وهي تدور على ولدها، فلما وجدته ضمته إليها، وألقمته ثديها، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «أتَرَون هذه طارحةً وَلَدَها في النار، وهي تقدِر على ألا تطرحه؟» قالوا: لا يا رسول الله. قال:«فوالله، لله أرحم بعباده من هذه بولدها»(١).
٤ الدعاء لهما في حياتهما وبعد مماتهما؛ جزاءَ تربيتهما له صغيرًا، قال تعالى:{وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا}[الإسراء: ٢٤].
٥ شكرهما، والاعتراف بالقلب واللسان بفضلهما، وإفضالهما، وذكر معروفهما وجميلهما السابق- كما ربياه صغيرًا، ومكافأة الجميل بمثله.
٦ المبادرة إلى قضاء حوائجهما دون انتظار طلب منهما؛ فهذا ألذ لهما، ولأنهما قد لا يُبديان حاجتهما؛ شفقة على الولد ورحمه له، ورفقًا به وتخفيفًا عليه، ولأن الولد إذا لم يبادر قد لا يسلم من التبرم، واستثقال طلبهما، وقد يخشى أن يرد طلبهما، وهذا أشد وأخطر.
٧ طاعتهما بالمعروف في أمرهما ونهيهما، وتقديم طاعتهما على طاعة من سواهما من الخلق، في طاعة الله ورسوله، ومعرفة الأولاد أن ما يقدمه والداهما لهم من تعليمات وتوجيهات مع أنها مصلحة صرفة لهم، فهي أيضًا تعليم لهم كيف يربون أولاهم، ويعلمونهم، ويوجهونهم.
٨ مشاركتهما في بعض الوجبات الغذائية مما يُدخِل السرور عليهما، والحذر من التشاجر أمامهما؛ فإن ذلك يؤذيهما.
٩ الإنفاق عليهما إذا احتاجا؛ فالولد من كسب أبيه، وهو وماله لأبيه.
١٠ الزيادة في البر بهما، والإحسان إليهما بعد كبرهما؛ لتأكد حاجتهما إلى ذلك في حال الكبر.
١١ صلة رحمهما في حياتهما وبعد مماتهما، وإنفاذ عهدهما من بعدهما، وإكرام صديقهما.
١٢ مصاحبتهما بالمعروف، والدعاء لهما، والحرص على هدايتهما، ولو كانا كافرين. قال تعالى: {وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا
(١) أخرجه البخاري في الأدب (٥٩٩٩)، ومسلم في التوبة (٢٧٥٤).