للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذا؟ فيقال: باستغفار ولدِك لك» (١).

وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «إذا مات ابنُ آدم انقطع عمله إلا من ثلاث؛ صدقة جارية، أو علم يُنتفع به، أو ولد صالح يدعو له» (٢).

وعن أبي بُردة قال: قدمت المدينة، فأتاني عبد الله بن عمر فقال: أتدري لم أتيتُك؟ قال: قلت: لا. قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «من أحب أن يصلَ أباه في قبره، فليصِلْ إخوان أبيه بعده»، وإنه كان بين أبي عمر وبين أبيك إخاء ووُد، فأحببتُ أن أصل ذلك (٣).

وعن أنس -رضي الله عنه- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: «من البر أن تصل صديق أبيك» (٤).

ومن حقوق الوالدين بعد موتهما: إنفاذ عهدهما من بعدهما، وتنفيذ وصيتهما، والعمل على إصلاحها وتنميتها؛ ليجري عليهم نفعُها وأجرُ ريعها؛ وذلك واجبٌ على الوصيِّ، فإن لم يقم بذلك، ولم يتبرع للقيام بذلك أحد من الورثة بأجر أو بغير أجر، استؤجر من يقوم عليها من ريعها، ولا تترك فتضيعَ؛ كما هو حال كثير من الوصايا والأوقاف.

[هـ- ثمار البر بالوالدين، وآثار الإحسان إليهما]

يتبين من الآيات والأحاديث الدالة على وجوب الإحسان إلى الوالدين وفضل البر بهما أن بر الوالدين من أوسع أبواب التوفيق للخير والسعادة في الدنيا والآخرة، وثماره عظيمة، وآثاره ومنافعه كثيرة ظاهرة عاجلًا وآجلًا، ومن ذلك ما يأتي:

١ أنه سبب لإجابة الدعاء وحصول الرحمة.


(١) أخرجه ابن ماجه في الأدب (٣٦٦٠)، وأحمد ٢/ ٥٠٩ (١٠٦١٠). وصححه الألباني في «الصحيحة» (١٥٩٨).
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه أبو يعلى في «مسنده» ١٠/ ٣٧ (٥٦٦٩)، وابن حبان ٢/ ١٧٥ (٤٣٢)، وصححه الألباني في «الصحيحة» (١٤٣٢).
(٤) أخرجه الطبراني في «الأوسط» ٧/ ٢١٣ (٧٣٠٣). قال الهيثمي في «المجمع» (٨/ ١٤٧): «رواه الطبراني في «الأوسط»، وفيه عنبسة بن عبد الرحمن القرشي وهو متروك». وصححه الألباني في «الصحيحة» (٢٣٠٣).

<<  <   >  >>