وبما أن هؤلاء الذين نهى الله عن موالاتهم أكثرهم من قرابات المؤمنين من الآباء والأولاد والأزواج وغيرهم، وفي معاداتهم من المشقة على المؤمنين ما لا يخفى، لهذا لم يقنطهم الله -عز وجل- من إيمان هؤلاء القرابات، بل فتح لهم باب الرجاء بإيمانهم، فقال -عز وجل- بعد ذلك:{عَسَى اللَّهُ أَنْ يَجْعَلَ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الَّذِينَ عَادَيْتُمْ مِنْهُمْ مَوَدَّةً وَاللَّهُ قَدِيرٌ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}[الممتحنة: ٧].
و «عسى» من الله واجبة؛ أي: هذا وعد من الله بعودة المودة بينهم، وذلك بإيمانهم بإذن الله تعالى، فهو سبحانه قدير يقلِّب القلوب كيف يشاء، وغفور لعباده ورحيم بهم.
هي آسية بنت مُزاحِم -عليه السلام-، قال المفسرون: اختارت الجار قبل الدار، فقدمت قولها:{عِنْدَكَ} على قولها: {بَيْتًا}، فلم تقل:«بيتًا عندك»، وإنما قالت:{عِنْدَكَ بَيْتًا}، فاختارت جوار الله -عز وجل- قبل البيت والدار.
١٠ أمر الله -عز وجل- النبي -صلى الله عليه وسلم- بالإقسام بربه على أن البعث حق في ثلاث آيات: