للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقدان السعادة والبركة في العمر والرزق، وسبب للقلق والأمراض النفسية وغير ذلك.

الوصية الرابعة عشرة

ليعلم الجميع أن وجود ولاة الأمر في الأمة من أعظم نعم الله تعالى على العباد، بهم يأمن الناس على دمائهم وأعراضهم وأموالهم، وبهم تقوم شعائر الدين، وتنتظم مصالح المسلمين، وتقوى شوكتهم وتعظم هيبتهم.

وطاعة ولاة الأمر بالمعروف واجبة، كما قال تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} [النساء: ٥٩].

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «على المرء السمع والطاعة فيما أحب وكرِه ما لم يُؤمَر بمعصية، فإن أُمر بمعصيةٍ فلا سمعَ ولا طاعة» (١).

ومن طاعة ولاة الأمر: الالتزام بتطبيق الأنظمة التي يضعونها لحفظ الأمن، وحفظ مصالح المسلمين؛ كنظام المرور، وتنظيم الحج، وغير ذلك.

ومن حق ولاة الأمر: الدعاء لهم، والنصيحة لهم، والتعاون معهم في مصلحة الأمة، والحذر من جعلهم عرضة للطعن في المجالس العامة والخاصة، وفي وسائل التواصل، فإن ذلك إنما يخدم أعداء الأمة المتربصين بها من كل جانب، فحذارِ حذارِ من ذلك!

قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «يجب أن يُعرف أن ولاية أمر الناس من أعظم واجبات الدين، بل لا قيام للدين ولا للدنيا إلا بها، فإن بني آدم لا تتم مصلحتهم إلا بالاجتماع لحاجة بعضهم إلى بعض، ولا بد لهم عند الاجتماع من رأس».

ثم ذكر الحديث: «إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمِّروا أحدهم»، ثم قال:


(١) أخرجه البخاري في الجهاد (٢٩٥٥)، ومسلم في الإمارة (١٨٣٩)، وأبو داود في الجهاد (٢٦٢٦)، والنسائي في البيعة (٤٢٠٦)، والترمذي في الجهاد (١٧٠٧)، وابن ماجه في الجهاد (٢٨٦٤) من حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-. وانظر: «مجموع الفتاوى» (٢٨/ ٣٩٠ - ٣٩١).

<<  <   >  >>