للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر {فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ}.

{ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} [الحديد: ٢١، والجمعة: ٤].

فأقبِل على ربك وتعلق به واطمع فيما عنده، وتقرب إليه بالأعمال الصالحة، وأكثرمن الاستغفار، وتب إليه من جميع الذنوب، تجده توابًا غفورًا رحيمًا، واستغنِ به سبحانه عن الخلق كلهم تفز وتفلح، قال تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: ٣١].

الوصية التاسعة والخمسون

احرص على بذل الصدقة والإحسان والبذل في سبل الخير كلها، فالصدقة برهان على الإيمان، وعلى الصدق مع الله تعالى في طلب النجاة ودخول الجنة، وتطفئ غضب الرب كما يطفئ الماء النار (١)، وكل إنسان غدًا تحت ظل صدقته، وليس لك من مالك إلا ما تصدقت فأمضيت.

قال -صلى الله عليه وسلم-: «يقول ابن آدم: مالي، مالي. قال: وهل لك يا ابن آدم من مالك إلا ما أكلتَ فأفنيتَ، أو لبِست فأبليت، أو تصدقت فأمضيت، وما سوى ذلك فذاهب وتاركه للناس» (٢).

وقال -صلى الله عليه وسلم-: «ما من يوم يصبح العباد فيه إلا وملَكان ينزلان، يقول أحدهما: اللهم أعطِ منفِقًا خلفًا، ويقول الآخر: اللهم أعطِ ممسِكًا تلفًا» (٣).


(١) أخرجه الترمذي في الإيمان (٢٦١٦)، وابن ماجه في الفتن (٣٩٧٣)، وأحمد ٥/ ٢٣١ (٢٢٠١٦). قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح». وصححه الألباني في «الإرواء» (٤١٣). وأخرجه الترمذي في السفر (٦١٤) من حديث كعب بن عجرة -رضي الله عنه-. قال الترمذي: «هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه، لا نعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى، وأيوب بن عائذ يضعَّف، ويقال: كان يرى رأي الإرجاء. وسألت محمدًا عن هذا الحديث، فلم يعرفه إلا من حديث عبيد الله بن موسى واستغربه جدًّا». وأخرجه ابن ماجه في الزهد (٤٢١٠) من حديث أنس -رضي الله عنه-. وأخرجه أحمد ٣/ ٣٩٩ (١٥٢٨٤) من حديث جابر -رضي الله عنه-.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) أخرجه البخاري في الزكاة (١٤٤٢)، ومسلم في الزكاة (١٠١٠)، وأحمد ٢/ ٣٤٧ (٨٥٧١) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-.

<<  <   >  >>