للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أيضًا في مشابهة صدر هذه الأمة من الصحابة والتابعين، ومشابهتهم تزيد العقل، والدين، والخلق، وأيضًا فإن نفس اللغة العربية من الدين، ومعرفتها فرض واجب، فإن فهم الكتاب والسنة فرض، ولا يفهم إلا بفهم اللغة العربية، وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب» (١).

وقال ابن القيم -رحمه الله-: «إنما يعرف فضل القرآن من عرف كلام العرب، فعرف علم اللغة، وعلم العربية، وعلم البيان، ونظر في أشعار العرب وخطبها» (٢).

الوقفة الثالثة في:

الواجب على الأمة تجاه اللغة العربية لغة القرآن والسنة ولغة الإسلام

يجب على الأمة الإسلامية قاطبة، ممثلة بحكوماتها، وجامعاتها، وكليات اللغة العربية، ووزارات التعليم في جميع البلاد العربية، والإسلامية، وممثلة برجال التعليم، وخصوصًا معلمي اللغة العربية، وبجميع المربين، والموجهين، والوالدين، وبجميع أفراد الأمة ذكورهم وإناثهم: النهوض باللغة العربية، لغة القرآن والإسلام، والحفاظ عليها، والاعتزاز والفخر بها.

فهي أمانة في أعناقنا، والحفاظ عليها، ونشرها مسؤولية كل فرد من أفراد الأمة بقدر ما يستطيع.

فيجب غرس محبة اللغة العربية واحترامها في نفوس الأجيال الناشئة وتشويقهم إليها، من خلال تطوير مناهجها، وتيسيرها، ومن خلال الوسائل التعليمية، والثقافية، ومن خلال رفع شأنها، والاعتزاز بها، وتطبيقها في المدارس والجامعات والأندية، والاجتماعات، وفي وسائل الإعلام والاتصال، والقنوات وشبكة المعلومات، والدوائر والمؤسسات، وغير ذلك، ومن خلال جعلها لغة الحديث، والتخاطب والتعليم، وتدريس العلوم والتقنيات، والبحوث والدراسات، وفي الحياة اليومية في المتاجر والمصانع، وفي


(١) انظر: المصدر السابق (١/ ٥٢٧١).
(٢) انظر: «الفوائد المشوق إلى علوم القرآن، وعلم البيان» (ص ٧).

<<  <   >  >>