للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

جميع المرافق ومختلف المجالات.

ومن خلال العمل على نشرها؛ لأن في ذلك نشرًا للقيم والمثل العربية والإسلامية، ودعوة إلى الإسلام بين الأمم، يعكس أصالة الحضارة العربية والإسلامية.

إن الحفاظ على اللغة العربية لغة القرآن الكريم، ونشرها واجب عظيم، والدفاع عنها دفاع عن القرآن الكريم، والدين القويم، وهي أمانة في أعناق العرب والمسلمين.

قال الأستاذ الأديب عبد الله بن حمد الحقيل (١): «وعلينا الاهتمام باللغة العربية أمام سيل التهديد من شتى المقوِّضات؛ كالعُجمة والعامية، وتفشي الانصراف عن تعلم العربية، بل يجب أن تكون الأولى في كل مجال في الاستعمال اليومي، وفي الخطاب الثقافي، وفي مجال الاستعمالات الحاسوبية والشبكية».

وقال أيضًا (٢): «لغتنا العربية في عواصمنا العربية يجب أن تُفتح أمامها النوافذ المغلقة، والأبواب الموصدة، لتستطيع في هذا المناخ أن تبسط ظلالها الوارفة، ورسالتها السامية، وتسخو بعطائها الوفير في جامعاتنا، ومدارسنا، وإعلامنا، وأن نحترمها حق الاحترام، وأن نوقف المد الأجنبي على العربية، وأن نعززها في نفوس أبنائها، وفي التعليم، والتعاملات التجارية.

ففي كثير من العواصم العربية والخليجية جامعات لا تعلم بغير الإنجليزية، ونلاحظ شركات وفنادق وندوات ومؤتمرات لا نجد للعربية فيها أثرًا ولا ذكرًا، حيث أصبح العربي في دياره غريب الوجه واليد واللسان، بفعل تقاعس أبنائها من العناية بها، والمحافظة على مكانتها، والوقوف في موقف المتفرج أمام موجات العولمة والتغريب».

إن مصيبة لغتنا العربية- لغة القرآن الكريم الكبرى مع تسلط أعداء الإسلام وكيدهم للقضاء عليها من الخارج- هي عقوق أبنائها وجهلهم وعجز علمائها، وهدمها من الداخل على أيدي أبنائها: {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ} [الحشر: ٢].


(١) في مقدمة كتابه: «اللغة العربية هوية وانتماء» (ص ١٠).
(٢) في المصدر السابق (ص ١٣).

<<  <   >  >>