ينبغي أن يعلم الجميع أن الرجال والنساء بعضهم من بعض، كما قال تعالى:{فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}[آل عمران: ١٩٥].
وقال -صلى الله عليه وسلم-: «إنما النساء شقائقُ الرجال»(١).
والرجال من حيث العمومُ أفضل من النساء؛ لقوله تعالى:{وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ}[البقرة: ٢٢٨].
أما من حيث الخصوص فإن من النساء من هي خير من زوجها، بل خير من عشرات الرجال دينًا وخلقًا وكرمًا، بل وشجاعةً وغير ذلك.
ويكفي النساءَ أن منهن فاطمة -رضي الله عنها- سيدة نساء أهل الجنة، وسيدة نساء العالمين، ومنهن أمهات المؤمنين -رضي الله عنهن-، ومنهن مريم ابنة عِمران -عليها السلام-، ومنهن آسية امرأة فرعون -عليها السلام- التي اختارت الجار قبل الدار فقالت:{رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}[التحريم: ١١].
ومنهن أم سليم زوجة أبي أيوب الأنصاري -رضي الله عنهما-، ومنهن ومنهن!
وأكرم الخلق عند الله أتقاهم.
(١) أخرجه أبو داود في الطهارة (٢٣٦)، والترمذي في الطهارة (١١٣)، وابن ماجه في الطهارة (٦١٢)، وأحمد ٦/ ٢٥٦ (٢٦١٩٥) من حديث عائشة -رضي الله عنها-، وفيه عبد الله بن عمر العمري قال الترمذي: «ضعفه يحيى بن سعيد من قبل حفظه في الحديث». وقال أحمد شاكر في تعليقه على الترمذي: «والحق أنه ثقة، وإن كان في حفظه شيء، روى عثمان الدارمي عن ابن معين أنه قال فيه: «صالح ثقة» فهذا إسناد صحيح». ثم ذكر ما يشهد لصحته من الأحاديث. وحسنه الألباني في: «الصحيحة» (٢٨٦٣).